في حوار خاص أجرته يا عرب مع السياسية الموريتانية سارة بنت الوالد أكدت بنت الوالد أن المشهد السياسي الموريتاني يمر اليوم في فترة قريبة من الانتخابات وتطغى عليه تجاذبات سياسية ويتأثر تأثيرا مباشرا بما يحدث في العالم العربي.
وأضافت انه “لا شك في ان هناك صراع سياسي، ولكنه صراع يدور حول نقطة واحدة، وهي السلطة، فالآن باتت الانتخابات قريبة وخفتت أصوات كانت تطالب برحيل النظام فيما أعتبره أنا شخصيا طلب ممتلئ بالشطط، لأن الرحيل الذي طالبت به الشعوب في بلدان عربية كانت مجبرة عليه بفعل جثوم أنظمةٍ سياسية عسكرية لعشرات السنين على آمال وأحلام وطموحات شعوبها، أما هنا عندنا في موريتانيا فلا مبرر إطلاقا لهذا الطلب الذي نتج عنه صراع مرير يخط على مهل تفاصيل المشهد الذي نعيشه اليوم، فالسلطة التي انتخبها الشعب الموريتاني بنسبة 52% من الأصوات، من الإجحاف في حقها أن تطالب بالرحيل”.
وطالبت بنت الوالد أحزاب المعارضة في موريتانيا بمصارحة الذات بالحقيقة، وهو أن لا بديل مطلقا عن الحوار والجلوس على طاولات التفاوض مع الخصوم في المشهد، والكف عن الصدح بالرحيل، والتحضير لخوض الانتخابات القادمة، لأنها وحدها الفيصل.
وأردفت الناشطة السياسية مؤكدة أن “الخوف منها أي الانتخابات لا ينبغي أن يقابل بأسلوب بث الفرقة والفتن بين العامة، وتحريض الناس على الفوضى، لأن ذالك أسلوب غير حضاري ولم يعد يجدي اليوم”.
وأكدت أنه فيما لو حدث وأصرت المعارضة على المضي في طريقها المظلم من مطالب بالرحيل لا مبرر لها، وتمادت في تجنيد طلائعها العمالية وتحريضها على العنف، فإن المشهد ستتعقد قسماته مما سيؤدي إلى مجابهة قد تفضي لتوسيع الصراع، وموريتانيا اليوم بحاجة لما يوحد لحمتها الوطنية لا لمن يفرقها.
وعن دعمها للانقلاب على الرئيس السابق المنتخب ديمقراطيا، أكدت بنت الوالد أنها لا تعتبره انقلاب بل عملية تصحيحية أفرزتها ظروف كانت خانقة لدرجة لم تعد تطاق تفجرت فيها جرائم وأحاطت الكوارث بالبلاد وتوسع بون الصراع بين الأغلبية ومؤسسة الرئاسة، وكانت البلاد تتجه فعلا إلى الفوضى لولا مبادرة المؤسسة العسكرية في إزاحة النظام. “نظام الرئيس السابق المخلوع “سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله”.
وأضافت أن الديمقراطية التي لم تستوحي من تقاليد وعادات وطبيعة حياة الموريتانيين كما هو الحال اليوم لم تكن لتنجح، والدليل على ذالك أن كل القوى الحية آنذاك قد دعمته ورحبت به وأنا بطبيعة الحال كانت لدي مجموعتي السياسية التي صوتت على دعم الحركة التصحيحية يومئذ ودعمتها معهم. وعن وقت ابتعاد الجيش عن السياسة، أكدت أن الجيش الآن متقلد لمهامه، وخير دليل على ذالك حربنا على الإرهاب الذي دحرناه في عقر جحره، مشيرة الى ان ما كان هذا ليتحقق لو كان الجيش فعلا كما تقول منشغل بممارسة العمل السياسي.
وأكدت بنت الوالد أنه في حال رفض الحزب الحاكم مبادرة رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير والتي تتعلق بإنشاء حكومة وفاق وطني فإن ذلك سيأتي في الإطار الطبيعي لحقوق الحزب الحاكم, مؤكدة أن مبادرة الرئيس مسعود في النهاية رأي ومقترح إذا رأى الحزب أن لا مصلحة فيها كحزب سياسي يمثل الأغلبية فطبعا هي في النهاية ليست مقدسة ويمكن رفضها.
وعن مطالبة البعض بإقالة الحكومة، اشارت الى ان هذه عادة سلطات رئيس الجمهورية، فهو يختار رئيس الوزراء الذي يقترح عليه بدوره تشكيلة الحكومة ويفترض في هذه الحكومة أن تراعي الكفاءة والخبرة، اللهم فيما يتعلق بحكومات الوحدة الوطنية أو الحكومات التي تشكل على أساس التمثيل الحزبي، فتلك لها أبجديات أخرى، فنحن نظامنا نظام شبه رئاسي.
بنت الوالد أكدت أن النائب الفرنسي الذي اتهم الرئيس الموريتاني بتجارة المخدرات، قدم اعتذاره عن ذلك وقال أن حديثه تم تأويله بسوء نية، وحزبنا كان حاضرا في الدفاع عن الرئيس بكل الوسائل التي يمليها ضمير الموالاة.
وعن وضع المرأة الموريتانية اليوم، أكدت ان وضعها تقدم بأشواط كثيرة على قرينتها العربية، قد يكون ذالك عائد إلى المجتمع وانفتاحه، طبعا هنالك بعض من الحواجز لا تزال تعترضها لكنها في الطريق للزوال. وبالنسبة لمشاركة المرأة الموريتانية في السياسة، ورأت بنت الوالد أن الحجم القانوني 18%، ولكن حجم المشاركة السياسية بشكل عام من الصعوبة حصره كأن نحدده بالنسبة المؤوية كالسابق، ولكن عموما فهي تمثل 52% من الشعب الموريتاني وهي طاقة خلاقة لا يستغنى عنها، ازدادت مشاركتها السياسية بشكل ملحوظ في السنين العشرة الماضية، وانعكس ذالك في تأسيسها للأحزاب فضلا عن المنظمات والهيئات.
وعن كيفية تحقيق عملية التنمية للمرأة على كافة الأصعدة، أوضحت انه “بالقوانين يتم كل شي فهناك قوانين سنت مؤخرا لفرض نسبة 18% من للوائح الانتخابية، وأيضا الحوافز المقدمة من الحكومة فضلا عن الميادين التجارية والدراسية فتلك أيضا تحققت فيها عوامل تنموية لا بأس بها.
وأكدت بنت الوالد في نهاية حديثها لوكالة يا عرب للأنباء أن فلسطين، وميانمار تحتاجان لاهتمام الحكام واهتمام المسلمون والعرب، مردفة “كفاكم تصارعا، آن الوقت لنتوحد كما توحد الغرب، فنحن يجمعنا أكثر مما يجمعه، لغة واحدة ودين واحد، وحتى إقليم واحد، فإلى متى التنافر، اعملوا على توحيدنا فلم يعد الزمن زمن كانتونات، بل عصر الإمبراطوريات”.
المصدر: وكالة ياعرب للأنباء