يعد التبرع بالدم وجها مشرقا للتضامن٬ وذلك باعتباره الحلقة الأقوى ضمن سلسلة تحاقن الدم٬ إذ يساهم في تحسين التكفل بالعديد من الأمراض.
وقد أصبح التبرع بالدم وسيلة لإنقاذ حياة العديد من الأشخاص و تحسين جودة حياتهم٬ الأمر الذي يجعل من التبرع بالدم حاجة ملحة في عصرنا اليوم.
وتعتبر ثقافة التبرع بالدم في البلد دون المستوى المطلوب من حيث الانتشار بين صفوف المواطنين؛ بحيث لم تصل الاستجابة للتبرع بالدم إلى المعدل الذي تقترحه المنظمة العالمية للصحة في هذا المجال.
ومن ناحية أخرى فإنه رغم تطور العلم في جميع المجالات، إلا أن المختصين وعلماء الطب لم يستطيعوا إنتاج سائل يمكنه تعويض الدم ولعب دوره، فالإنسان هو المصدر الوحيد لهذا السائل الحيوي الذي يحتاجه الكثير من المرضى للحفاظ على حياتهم.
فمعظم المرضى في المستشفيات بحاجة ماسة إلى نقل الدم، وكل واحد من كل عشرة مرضى يعد في أمس الحاجة إليه، وخاصة المصابون في الحوادث بمختلف أنواعها، وحالات النزيف قبل الولادة وبعدها، وأصحاب العمليات الكبيرة، الأطفال الخدج (غير مكتملي النمو) ، وحديثي الولادة المصابين بالصفراء ، وكذلك المصابون بأمراض الدم ( فقر الدم المنجلي، تكسر الخلايا أو سرطان الدم)..
وعادة ما يكون المتبرعون بالدم من عائلة أو معارف المريض المحتاج لنقل الدم وفي أحيان قليلة من أناس متبرعين، ولا يتوقف الأمر عند قلة المتبرعين فحسب؛ بل إلى فصيلة الدم أيضا فهناك فصائل نادرة لا توجد عند عامة الناس بل قليل منهم فقط.
ولذا يجب أن يدرك كل فرد أن التبرع بالدم واجب إنساني نحو أخوانه، فهناك من لن يستطيع العيش بدون البعض من دمك، كما يجب أن نثير الانتباه إلى أن المتبرع به يتم تفكيكه بطرق خاصة بحيث يفيد أربعة أشخاص في آن واحد وليس واحد فقط.
بقلم:عبد الرزاق ولد سيدي محمد
صحفي