الدرس الأخير .. تفكيك المفخخات الإنتخابية

كان الدرس الأخير و خصوصا في جزئيته المتعلقة بمعركة البرلمان ، كان درسا عميقا جدا في رؤيته الثاقبة و في استشرافه للمآلات و في تصوره للمستقبل (مستقبل البلد) بكل أبعاده الأمنية و الإجتماعية و الديبلوماسية .

كان درس (تفكيك المفخخات الإنتخابية) قبل أن تصل إلى القُبة مؤشرا واضحا على وعي السواد الأعظم من الشعب الموريتاني بأبعاد المعضلة بلونيها الديني و العنصري و بشكلها الغير مصنف .

كأن البلد كان على بعد أمتار من الشًَرَك المنصوب بمكر لولا تدخل السلطة السياسية و اندفاعها بقوة و جدية في الميدان من أجل تبصير المجتمع و فتح عيونه على خطر كشر عن أنيابه وكاد ينقض على حاضر و مستقبل البلد .

فقط من أجل إدراك جدية الأمر يكفيك النظر إلى الغرفة بسرعة فستجد أنها تظل اليوم وبعد كل ذلك الجهد الكبير و المُضنِي ، تُظِل فرسان الفيسبوك و أتباع التنظيمات العالمية و الدول الأجنبية و تضم العنصريين الواضحين المحترفين و المتطرفين الرجعيين و أيضا المتلونين الذين لا قرار لهم و لا جهة و تَضُم و تَضُم .

هذا الكشكول العجيب أوصلته الديمقراطية إلى الغرفة التشريعية الموريتانية لا جدال في ذالك ، لكن من أصول الديمقراطية أيضا تبصير الناس و تحذير العامة من دعاة الفوضى و تجار القضايا و ضباع الحروب و مروجي الربيع الدامي و الشر المستطير ، و هو بذاته ما ذهب إليه رئيس الجمهورية إبان الحملة الإنتخابية .

كان رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز مصيبا جدا و محقا حين تحمل المشقة بنفسه في الحر و سافر في الهاجرة إلى فِجاج البلد ينذر المواطنين و يحذرهم من الخطر الداهم ، كان محقا حين لم يترك مكانه لغيره ولم يستقل من مسؤولياته و لم يَدَع البلد في مهب العاصفة تتقاذفه تيارات و إيديولوجيات و شبكات العالم و أطماع الأفراد و الأمم و يتداوله كل من هب ودب ، و قد شاهد بأم عينه مصائر بلدان أصبحت أثرا بعد عين يتمنى أبناؤها اليوم أن يعودوا و لو لمدة نصف ساعة فقط لما قبل ربيع الدمار الشامل .

الربيع / المدير الناشر : محمد المختار تديه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.