منسقية المعارضة COD بين الترنح والانهيار/الشيخ ولد محمد

كان الله في عون منسقية المعارضة COD ، كم كانت تصدح و تدعو إلى رحيل النظام مستخدمة في ذالك ما خفي وما ظهر ، من الدسائس والمؤامرات لتحقيق هذا الهدف ،لكن السحر انقلب على الساحر، فأصبحت هي الراحلة عن المشهد السياسي بعد سقوطها من أعين المواطنين.

هذا الترنح أو كما يحلوا للبعض التردد، أو حالة الانهيار العصبي أو الجنون السياسي شكل بداية انهيار للمنسقية COD، مما جعلها تدخل هذه الأيام في غرفة العناية المركزة حيث تتضارب الأنباء عن موتها سريريا ..

خبر محزن لا نتمناه لهذه الأحزاب ،قبل أن تعرف حقيقة وزنها الانتخابي في ميزان الديمقراطية التي تتهرب منها ،وتشهر في وجهها سلاح الهروب إلى الوراء بالرفض والتعنت وإطلاق كل أنواع الشائعات المزيفة، مغردة بأغنيتها التي فقدت مصداقيتها عند الشعب والرأي العام الوطني والدولي وأصبحت كلماتها تزعج آذان بعض مناضليها وتجعلهم ينسحبون من تلك الأحزاب أفواجا مع مطلع شمس كل يوم جديد.

تلك الأغنية وكلماتها وإخراجها وتلحينها، لم تعجب حتى اقرب المقربين من زعماء تلك الأحزاب مما تسبب في ظهور موجة من التخبط والارتجال وعدم الثقة بين قيادات هذه الأحزاب التي بدء البعض منهم حسب بعض التسريبات في التفكير جديا بالتخلي عن ترديد أغنية الثورة والرحيل و مامير والفساد عبر الاستعداد للدخول في الاستحقاقات القادمة علهم يجدون لدائهم دواء قبل فوات الأوان .

ففي الشارع السياسي الوطني تتضارب الأنباء هذه الأيام ، حول مصير صحة المعارضة حيث ترى أكثرية الشعب الموريتاني أنها انتقلت إلى جوار ربها في ما يرى البعض الآخر أنها في حالة حرجة وخطيرة بالعناية المركزة، بعد أن فشلت جميع الجهود الوطنية التي بذلها الأطباء والساسة والمختصين في العلوم السياسية والوجهاء والأحزاب الوطنية في إنقاذ حياتها من مرض الرحيل وفيروس الثورة والحقد والأنانية والكذب والتلفيق والتزوير بشتى أنواعه و الذي أصابها فجأة بعد ظهور ما يسمى الربيع العربي ،الذي حل خرابا ودمارا وزلزالا قويا سجل أقصى درجات مقاييس ريختر في دول شقيقة وصديقة مازال مواطنوها يدفعون ثمنه بسبب انتشار الفوضى و الإرهاب والقتل والانهيار الاقتصادي والأمني ،الذي أصاب النسيج الاجتماعي لتلك الدول .

هذا المرض الذي بدأت تتضح معالمه داخل المنسقية يجعل رحيلها إلى مثواها الأخير قاب قوسين أو أدنى ، ويعود ذالك الي عدة أسباب من أبرزها تخليها عن المصلحة العليا لموريتانيا ، من خلال رفض الحوار الذي جري بين أحزاب من المعارضة المسؤولة في ما يعرف بالمعاهدة من اجل التناوب الديمقراطي والأغلبية الداعمة لرئيس الجمهورية، باعتماد منهج للحوار والتشاور سمح بوضع خارطة سياسية تضمن شفافية الانتخابات وحياد الإدارة وضمان تعزيز العمل السياسي بشكل ديمقراطي يراعي حرية الناخب في اختيار ممثليه.

كل هذه الجهود الجبارة التي افرزها الحوار الوطني ،اصطدمت بقلوب تحكمها المصلحة الذاتية ،وأجندة منافية للعمل الديمقراطي حتى لو تطلب ذالك التحالف مع الشيطان ،و اللعب علي أوتار يمكن لا قدر الله أن تجلب الخراب والدمار و المساس بأمن وسلامة المواطنين .

لقد لاحظ المتتبع للمشهد السياسي محاولات مستميتة ،من طرف المنسقية لنشر الفوضى و نقل ما يسمي الربيع العربي ،وذالك من خلال دعواتها إلى العنف والعمل ضد مبادئ الديمقراطية ، لكن أحلامها تبخرت عندما رفض الشعب الموريتاني مخططاتها الرامية الي تخريب البلاد نزولا عند شهوات و رغبة عشاق التربع على عرش السيادة دون إرادة الشعب .

لكن ذالك اصطدم بإرادة الشعب من جديد من خلال تمسكه بخياره الديمقراطي بعد أن لجأت المعارضة إلى الخروج عن قواعد وضوابط العملية الديمقراطية، ودعت إلى ترحيل نظام ديمقراطي بالقوة بعد ما أعياها ذلك عبر صناديق الاقتراع، وكانت صدمتها كبيرة حين لاقت دعوتها تلك، رفضا من منتسبيها الذين امتنعوا عن الخروج في المظاهرات والمهرجانات التي دعت إليها ورصدت لها كل الوسائل، لتتحول الى سخرية بعد أن ضربتها جماهير انواكشوط ،باستقبال مليوني تاريخي بمناسبة عودة الرئيس محمد ولد عبد العزيز من رحلته الاستشفائية، ضاربة على عرض الحائط رسالة المعارضة الداعية الى خروج المواطنين، من اجل الفوضى وترهيب االسكان مخيبين بذالك أملها ومعلنين في نفس الوقت بداية الترنح وصولا إلي الانهيار التام للمنسقية.

لقد شعرت المنسقية أنها مهزومة مسبقا ،ومرفوضة شعبيا بسبب تناقضها وضبابية مشروعها السياسي ،فاختارت أن تقف في وجه مبادرة الأخ الرئيس المناضل الرمز مسعود ولد بلخير لأسباب عديدة ،أولهما لمعرفتها الحقيقية بعدم ولوج قبة البرلمان في اغلب الدوائر الانتخابية ان لم تكن كلها ، وخسارتها أيضا في البلديات أما الرئاسية فهذه بكل جدارة واستحقاق محسومة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، بسبب انجازاته التي فاقت كل التوقعات وشملت كافة الميادين التنموية والاجتماعية ، السبب الثاني فيتعلق بفشل مخططاتها التي بنيت في أغلبها على خدمة المصالح الشخصية لقادة المنسقية علي حساب المصلحة العامة والدليل على ذالك بكائهم المستمر من اجل الحصول على حقائب وزارية وامتيازات في ضل حكومة تطبق برنامج رئيس هم أصلا من معارضيه ومنتقديه.

إنها حقا نهاية مأساوية لمنسقية كان الأجدر بها أن تدخل في حوار مع بقية الطيف السياسي والمشاركة في بناء دولة المؤسسات الديمقراطية، لكنها اختار طريق معاكسا لديمقراطية ، فنتمنى من الله عز وجل أن يهدي قادتها ويشفيهم من مرض الرحيل والثورة وان يخرجهم سالمين من غرفة العناية المركزة قبل أن يفوتهم قطار الانتخابات.

الشيخ ولد محمد (نواذيبو)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.