كيف تغيرت صورة الأدب في مهرجان المدائن…شاهد من أهله

كيف تغيرت صورة الأدباء في مهرجان تيشيت
للمرة الحادية عشرة أحضر مهرجان مدائن التراث( المدن القديمة سابقا)، وكنت شاهدا على مسار التعامل الرسمي مع الأدباء المشاركين الذين لطالما عانوا الأمرين على يد المنظمين، كما كنت شاهدا على التحول الكبير الذي أحدثه معالي الوزير محمد ولد اسويدات في فرض احترام الأدب والأدباء رغم أنف لوبي أعداء الثقافة والأدب.
فما ميز النسخ العشر السابقة لمهرجان تيشيت هو التضييق في عدد المشاركين الذين في العادة لا يتجاوزون ، وفي أحسن الأحوال، ثمانية ممثلين عن اتحاد الأدباء تمنحهم إدارة المهرجان سيارتين بعد معركة حامية الوطيس تسعى من خلالها إلى جعلهم يتخلون عن المشاركة باعتبارهم عبئا وفئة غير مرغوب فيها.
أما ما ميز نسخة تيشيت التي أدارها معالي الوزير فهو العدد الكبير للشعراء الذي شاركوا من الاتحادين الرسميين ( اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين والاتحاد الموريتاني للأدب الشعبي) حيث قفز من الرقم 8 إلى 36 موزعين بين 15 شاعرا فصيحا و 21 شاعرا شعبيا وفرت لهم الوزارة 12 سيارة لنقلهم كما وفرت لهم جميعا فرصة المشاركة على المنصة بدون استثناء.
كان المهرجان في السابق مناسبة ينتهزها أعداء الأدب في إدارة المهرجان للتضييق في التعويض للشعراء بمنحهم مبالغ زهيدة تتراوح ما بين 40 و50 ألفا أما هذه النسخة فلقد تلقى فيها الشعراء تعويضا مناسبا يتراوح ما بين 150 و 300 ألفا.
كما أن طريقة التعامل معهم على المنصة تغيرت بشكل ملحوظ فبدلا من استدعاء الشاعر ( ريثما تجهز الفرقة) كانت الطريقة هذه السنة ( نتشرف باستدعاء الشاعر فلان ) وهو ما أثلج صدور الشعراء الذين أحسوا ،لأول مرة،بأنهم ضيوف على وزارة تحترمهم تطبيقا لتوجيهات مسؤولها الأول وزير الثقافة.
ومن المهم هنا التنويه بمسألتين جديدتين تكتسيان أهمية خاصة كان للوزير شرف إدخالهما في برنامج المهرجان هما:
أولا:خيمة الأدب التي انتصبت بين خيم المهرجان لتشكل فضاء للدرس الأدبي وألقيت فيها محاضرات مهمة وتدارس فيها الأدباء والمثقفون الهم الثقافي عامة والأدبي بالخصوص لتكون شاهدة على التبجيل والاحترام الذي منحه معالي الوزير للأدب ولاتحاديه الرسميين وعلى الشراكة بينهما وبين القطاع باعتبارهما جزء من المشهد لا أجساما غريبة تعاني من الاستبعاد والاضطهاد والتهميش كما هو الحال في النسخ السابقة.
ثانيا: الحضور الكبير لشعراء اللغات الوطنية ( البولارية والسوننكية والولفية) لأول مرة وهو ما أعطى انطباعا جيدا عن البعد الوطني الشامل للمهرجان وعن الرؤية المشتركة بين معالي الوزير محمد ولد اسويدات وسيادة رئيسة الاتحاد الموريتاني للأدب الشعبي خدي بنت شيخنا الذين حرصا على إبراز مدى الاهتمام بالمشترك الثقافي بين أبناء الوطن الواحد دون غبن ولا إقصاء.
ليس من عادتي النفاق ولا التطبيل لأحد ولكن من حقي بل من واجبي أن أنوه بما قام به وزير الثقافة والشباب والرياضة في الرفع من شأن الأدب والأدباء في هذا المهرجان سيرا على نفس الخطوات التي بدأها بزيادة ميزانيات الاتحاين إلى الضعف وجسدها في التشاور المستمر معهما ورفع العلاقة معهما من مستوى التبعية إلى مستوى الشراكة باحترام وتقدير فله منا كل الاحترام والتقدير .

محمد ولد شيخنا/عضو الإتحاد الموريتاني للأدب الشعبي الموريتاني